نلتمس من ذوي النّوايا
الحسنة، والمدافعين عن حقوق الانسان، لدعم هذا النّداء وذلك بتفهّمه، لكي يضمّوا صوتهم
لصوتنا لنطالب السّلطات الرّوسيّة من أجل اطلاق وتحرير جثمان الرئيس الشيشاني الراحل
أصلان مسخادوف وذلك ليتم دفنه حسب المتطلّبات الدّينية وعادات الشّعب الشّيشاني. نطالبكم
بارسال هذا النّداء للذين تعرفونهم و لأصدقائكم.
انّ مساعدتكم تهمّنا وستكون
موضع تقديرنا.
نداءالى علماء الدّين والمعتقدات
والى النّاس الطيبين في العالم
هذا نداء من عائلة أصلان
مسخادوف رئيس جمهورية الشيشان-اشكيريا، والّذي قتل على أيدي الشرطة السرية الروسيه
في 8 آذار/ مارس 2005 في قرية دوجكور- اول (تولستوي - يورت) الشّيشانيّة.
ننا نناشدكم
وذلك لأنّ حكومة الفيدراليّة الرّوسيّة لا تكتفي بمجرد اغتيال كبيرأسرتنا، بل لا تزال
ترفض تسليم جثته للدفن وفقا لعادات وتقاليد شعبنا ، مما يضيف جديدا الى الألم الّذي
يعتصرنا نتيجة خسارتنا الأليمة. وانّ هذا الرّفض من قبل السّلطات الرّوسية يشير الى
قانون الارهاب الذي أقرّه مجلس الدّوما الروسي مؤخّرا والّذي يتعارض مع دستور الفيدراليّة
الرّوسية، وفضلا عن ذلك فانّه ينتهك معايير الفضيلة والأخلاق المقبولة في مجال الثوابت
والعادات والتقاليد بحيث تهين عادات وأعراف الشعب الشيشاني وان معاييرهم غامضة وغير
مفهومة تماما من وجهة نظركافة الأديان. واصلان مسخادوف ليس إرهابيا. وعلاوة على ذلك،
فانّ أصلان مسخادوف الشيشاني لم يكن ارهابيّا، بل على عكس ذلك، فقد كان رئيسا شبشانيّا
شرعيّا ومنتخبا من الشعب الشيشاني ومعترفا به من قبل حكومات دول عديدة، بما فيها روسيا
نفسها. وقد رفض مسخادوف على الدّوام سلوك الاساليب الارهابيه في الحروب وقد أدان العمليات الارهابيه مهما كان نوعها، وكذلك اينما
حصلت وأي كان مرتكبها.
عندما قام نظام الكرملين
بشن حرب فى عام 1999 كجزء من حملته الانتخابية قام الرئيس الشيشاني ببذل كل ما في وسعه
لتجنب اراقة الدماء. وظلّ مسخادوف متمسكا بمبدأ الحل السلمي للنزاع حتى آخر دقيقة قي
حياته. أمّا في العام 2005، فقد أعلن من طرف واحد وقف كافّة الاعمال العدائيه في جمهورية
الشّيشان-أشكيريا، ومستحثا حكومة الفيدراليّة الرّوسيّة وقف اراقة الدماء والدخول في
مفاوضات للسّلام. وأثناء وقف اطلاق النار ذلك تمّت عمليّة قتله.
نود ان نلفت انتباهكم الى
وحشية هذا القانون الّذي وصف بأنّه ضد الارهاب.ان مشكلة من سقطوا من المشاركين في المقاومة
الشيشانيه، فضلا عن المدنيين الّذين تمّ تعذيبهم حتى الموت في السجون الروسيه للاشتباه
بتعاطفهم مع حركة المقاومة وهي مشكلة مشتركة بالنسبة لمئات وآلاف الأسر الّذين صدر
بحقّهم الحرمان من الحق الاساسي في تقديم واجب تشييع موتاهم.
ونحن نعتبر بأن القانون
الذي ينكر حق الأقارب في دفن افراد اسرهم او الحصول على معلومات حول مكان دفنهم فانّه
لا ينبغي النظراليه من الناحية القانونية او من الناحية السياسية فقط، ولكن من النواحي
الاخلاقيه. ان محاربة السلطات الروسيه للموتى يجعلهم ينحدرون بانفسهم نحوالوحشية المجرّدة
والتي تفتقر الى أيّة قدسيّة، والّتي لا تكنّ الاحترام للمشاعر الانسانيه.
اننا نناشدكم باعتباركم
أوصياء للمعايير الاخلاقيه التي تشكل الاساس للحضارة الانسانيه. ونعتقد ان سلوك الكرملين
يعتبراهانة لمشاعر جميع المؤمنين، وتنتهك القواعد الاخلاقيه للمجتمع المتحضر. وينبغي
ألا ينظر المرؤ فقط الى مثل تلك الوحشية وهي على ابواب انتشارها في جميع انحاء العالم،
بحيث ينموا هذا التّقليد ويزداد. لذا لا يمكننا ان نفهم صمتكم المطبق الذي يمكن ان
يفسّر على انّه موافقة ضمنيه مع سياسة افنائنا وارتكاب افظع الاعمال اللاانسانيه بحقنا.
وعلى النقيض من السلطات
الروسيه، فان أصلان مسخادوف كان دائما يعامل أعدائه باحترام. وخلال حرب 1994-1996 كان
هو رئيسا لأركان القوّات المسلّحة في جمهورية الشيشان-اشكيريا. وكثيرا ما أوقف الاعمال
العسكرية للسماح للقوات الروسيه بجمع ودفن موتاهم من الجنود، الّذين كانت أجسادهم قد
مزّقت ونهشت من قبل الكلاب الضّالّة في شوارع غروزني. كانت هناك حالات عديدة عندما
اطلق مسخادوف سراح أسرى الحرب الرّوس من دون أي شروط مسبقة ، وهم أحياء معافين وسالمين.
وخلال حملة الشّيشان كان مسخادوف ملتزما بالأساليب الانسانيه المتحضره في ادارة الحرب
التي فرضت علينا. وكذلك التقيد بالاتفاقيات الدولية على مجريات الحرب الحديثة وقام
دائما بحث السلطات الرّوسيّةعلى وقف سفك الدماء - الحقيقة التي كانت معروفة جيّدا للحكومة
الروسيه والمجتمع الدولي.
وخلال عمره القصير في هذا
العالم فانّ أصلان مسخادوف لم تتجاوز عنده المدافع المقدسة أي من القيم الانسانيه المشتركة
، الملازمه والموروثة لأي امة أو دين. ولم يكن
ذنبه ان القوانين الروسيه يعاد كتابتها في كل مرة يتولّى بها السلطة نظام جديد.
مسخادوف لم يعد معنا فهو
خارج نطاق المساعدة، لكننا نحن أقاربه ومعارفه وعشيرته لا نزال على قيد الحياة ونحن
نناشدكم بعمل اللازم. اننا نستحثكم على استخدام سلطتكم ونفوذكم من اجل مطالبة الحكومة
الروسيه باطلاق وتحرير جثمان رب أسرتنا. وهل يقبل اي دين رفض تسليم جثمان اي شخص لذويه
لدفنه بشكل لائق؟ نود أن نسمع رأيكم في هذه المساله.
نحثكم على طرح اسمائكم
مع هذا النداء من اجل تحقيق المثل الانسانيه والشفقه ، وهي الخاصيه الّتي تتمتّع بها
كافّة الاديان في العالم. ونود ان نؤكد انه على الرغم من التّفسير الّذي ورد عن الصّراع
الروسي - الشيشاني،في هذا النّداء، فانّ توقيعكم لا يمكن تفسيره من وجهة النظر السياسية
كدليل على اتفاق مع هذا التفسير. هذا النداء سيظل مجرد دعوة للسلطات الروسيه كي تعمل
على تسليم جثة أصلان مسخادوف الى ذويه.
ومن الممكن ان يتّعظ رئيس
الاتحاد الفيدرالي الروسي ويلتفت لرأيكم الموثوق ويدرك بأن هذا الوضع الجنوني لن يأتي
بشيء الا بالعار وكذلك لعنة الّله سبحانه وتعالى عليه وعلى تاريخ بلده.
كوساما مسخادوف - ارملته،
أنزور مسخادوف - ابنه،
فاطمة مسخادوف - ابنته.
8 اذار / مارس 2007
ترجمة: ايجل
مجموعة العدالة لشمال القوقاز
كفكاز سنتر
