مجموعة منظمة من الافراد
بنوايا وخلفيات وصلات واهداف ومواقع وعقائد ودعم والاعتراف بالمسؤولية مشبوهة، قامت بالاضطلاع باحدى ابشع الهجمات الرهيبة المدمرة في تاريخ البشرية، والتي اسفرت عن مقتل وجرح الاف الابرياء من بني البشر بالاضافة الى
تدمير معالم الحضارة الانسانية في مدينة نيويورك وكذلك البتاغون في واشنطن العاصمة،
مما ادّى الى خلق سابقة غامضة وملتبسة
ومغرضة وغير مشروعة وردود فعل عدوانية وعقوبات جماعية وغير مباشرة،بل وانتهاك لمعايير حقوق الانسان المعترف بها
دوليا وذلك بايجاد وتمرير قوانين فرض القيود على الحرية والتّحرر وكذلك الفضائل واوصاف حرية الاختيار.
وكون روسيا هي اكبر دولة امبريالية واستعمارية في العالم في القرن الحادي والعشرين، بحيث تحكم وتسيطر على عشرات
الامم والمناطق، والتي كانت قد
احتلت بالقوة العسكرية ضد رفاه ومصالح وارادة عشرات من الشعوب المقهورة التي تاخذ بين
الاعتبار حقها في تقرير المصير واستعادة حريتها وكرامتها والاراضي والاوطان المصادرة.
ان عقلية ال كي جي بي/
اف اس بي KGB/FSB)) في حكم الاتحاد السوفياتي المقبور من خلال جهاز ال
كي جي بي KGB)) وادواته في الحزب الشيوعي والوكالات الحكومية والمنظمات والجمعيات
والعملاء والجواسيس الذين كانوا موزعين في جميع انحاء البلاد ( 15 جمهورية ) والتي
ادت الى تجريد كافة المواطنين من حقوقهم الاساسية والتي تحرص المجتمعات المتحضرة على
توفيرها والمحافظة عليها لجميع المواطنين على السواء.
المشهد لم يتغير ولم يظهر
اي فرق في سيناريو ال كي جي بي/اف اس بي (KGB/FSB) "لكن مع العنوان
الجديد اف اس بي FSB))" لحكم ماتبقى من
الاتحاد السوفياتي المقبور ومازال يحكم مباشرة، من قبل راس الحكومة والذي يقبع في الكرملين
واستطاع الاستيلاء على ماتبقّى من "امبراطورية الشر الزائلة" حيث احتفظت بوصف رقيق وغير ذي معنى وتحت عنوان مزخرف
باسم جمهورية روسيا الفيدارلية (الاتحادية).
انها الفيدرالية الناتجة (الوليدة) والتي لم يكن للمشاركين الفيدراليين المذكورين اي
خيار او قرار للمشاركة بها.
ان التقييم العام للراي
العام الروسي في ذلك الوقت كان بان يكون من جهة فيه، ذكر الطغاة من ماضي روسيا مثل
ايفان الرهيب وبطرس الاكبر وكاترين الثانية ولينين وستالين وبقية قادة الشيوعيين السوفيات.
وفي الجهة الاخرى كان هناك حاكم مطلق جديد لروسيا هو فلاديمير بوتين، والذي خلف بوريس
يلتسن كقائم بأعمال الرئيس عند مرض يلتسن وخلال الاشهر القليلة التالية، انتخب رئيسا
لجمهورية روسيا الفدرالية بينما عامة الناس والذين زعم بانهم انتخبوه لم يعرفوه سابقا
قط، ولم يسمعوا عنه من قبل!.
نظام جديد بدى يتظاهر في
البداية بانّ الحرية مصانه لجميع المواطنين من اصل روسي او من الشعوب الاخرى في المناطق
المستعمرة والامم والاقاليم، والتي تشمل الراي والدين والاقتصاد والسفر والاختيار الى
ان جاء الاستيلاء على السلطة والذي امتد ولم يقتصرعلى جميع المؤسسات الحكومية الرسمية
وكافة الاجهزة الامنية والقوات المسلحة.
ماحدث في 11 سبتمبر/أيلول
2001، وما ترتب عليه من خلال الصّدمة الدّوليّة النّاجمة عن كارثة الهجوم، ونظريّات
الدّوافع والنّوايا والّتي لا تزال في ارتفاع، جعلت من الممكن ان الرّهبة من الارهاب
الّتي اعقبت ذلك الحدث، بان شجّع القيادة الرّوسيّة لركوب موجة الخلاص الّتي فرضت وبدت
من خلال السياسات الانتهازية والّتي اتخذت بحق امم من مختلف الأصول والأديان، والّتي
لا تزال ترزح تحت نير الاحتلال المفروض من قبل الدّولة البوليسية الرّوسيّة، والّتي
تحكم بواسطة "قواعد وأحكام" القرون الوسطى! انّ الشّعوب والأمم لا تزال تحرم
من حقوقها الأساسيّة والقيم الانسانيّة المشتركة.
ثمّ جاء فرض تحويل السّيطرة
على كافّة مناحي الحياة بدءا من وسائل الاعلام ولم تنتهي عند مستوى الحياة السياسيّة،
ثمّ قلب قواعد اللعبة للتّغيّرات الاقتصاديّة والتّشديد على القواعد والمعايير للحياة
اليوميّة لجميع المواطنين والأفراد بالطّريقة الّتي جعلت الحرّيّة مقيّدة حتّى بالسّفر
ضمن ما يسمّى فيدراليّة (اتّحاد)، بحيث ان وجود جواز السّفر ضروريّا للتّنقّل من مكان
الى آخر.
والأساليب الّتي اتّبعت
لانتزاع السّلطات والّتي شملت التّحالف بين الحكّام (الحكومة) وقيادة الكنيسة الأرثوذوكسيّة
والّتي حيّدت جميع المعتقدات الأخرى و تمّ تجاهلها وتجاوزها، بحيث يعكس ويثبت ان الحكومة
المسيطرة قد اختارت طريق الهيمنة الدّينيّة وان ذلك يشير الى الاستحواذ والسّيطرة على
جميع الأقلّيّات من خلال التّحالف مع الأغلبيّة الأرثوذوكسيّة الرّوسيّة.
روسيا ليست مهدّدة و/أو
في مواجهة مع الأصوليّة الاسلاميّة كما يسعى بعض الأفراد للتّرويج والدّعاية. والحقيقة
انّ العديد من الأمم هي مهدّدة في أوطانها من قبل أجهزة الأمن الرّوسيّة، تدعمها الوكالات
والمنظّمات الرّسميّة وغير الرّسميّة الّتي تتبنّى السياسات الوحشيّة في اضطّهاد الأمم
والشّعوب والأفراد سواء داخل أراضي الدّولة الرّوسيّة الحاليّة أو ما بعدها للوصول
الى دول أخرى.
كافّة المعنيّين المتابعين
للمكاسب غير المشروعة والّتي جعلت الدّولة الامبرياليّة قد قصّرت لاظهار حسن النّوايا
نحو كافّة الشّعوب والافراد والّذين يطالبون بالعدل والانصاف. انّ الجرائم والاعتداءات
المقترفة ضد الشّيشان والشّركس وسائر شعوب شمال القوقاز وشعب الماري وشعب بشكورستان
واليهود وشعوب الأورال وتترستان وسيبيريا وألمان كاليننغراد و فينّو-أغريك والمهجّرين
الّذين هجّروا من روسيا وجميع المهاجرين الّذين وجدوا أنفسهم قد أستقدموا الى روسيا
من قبل الرّوس ذاتهم وذلك خلال الحقبة السّوفياتيّة.
وليس من الانصاف وصف ما
يجري في مستعمرات روسيا، بانّه ناتج بسبب الأصوليّة في حد ذاتها لأنّ الحقيقة تفيد
بان اليقظة والنّهضة الوطنيّتين ستستعادان وستعزّزان الكرامة الوطنيّة لأنّ عشرات من
الأمم المستعمرة الأخرى هي غير مسلمة بينما الأمم الّتي تحوي مسلمين، يوجد بها معتقدات
أخرى كذلك، مما يتناقض مع كل محاولات الدّعاية لخداع فطنة الرّاي العام العالمي.
انّ سياسات
الفصل العنصري الغير معلنة، والّتي تجاوزت نقطة "اللاعودة"، والّتي تمّ تنفيذها
ضد كل الأمم غير الرّوسيّة وكذلك الأفراد غير الرّوس ابتداءا من شن الحرب الى قتل المعارضين
السّياسيّين ثم التّوصّل الى الالتزام الشّرّير باستعمال التّعذيب والتّحقيق والتّسميم
وقتل الصّحفيّين ونشطاء حقوق الانسان وهم بحدّ ذاتهم من الأفراد والمنظّمات الرّوسيّة
نقيّة الضّمير.
حسب الحقائق المذكورة أعلاه،
فانّ المجتمع الدّولي والعالم المتحضّر يجب ان ياخذا تلك الأحداث بعين الاعتبار، للتّوصل
الى الحكم الصّحيح، وللاعتراف بالابادة الجماعيّة المرتكبة ضد الأمم المضطّهدة والتّحقيق
بالنّتائج المتأتّية عن أدوات الجرائم المستعملة وآثار التّلوّث للاشارة الى المجرمين
الحقيقيين والتّوجه للقضايا الحقيقيّة من أجل السّماح للحقيقة بان تطفو الى السّطح
لتكون واضحة للعيان ومشرقة كما يجب.
ايجل
18 أبريل/نيسان 2007
مجموعة العدالة لشمال القوقاز
كفكاز سنتر
