الوقت يمضي بالايام والاسابيع
والاشهر وحتى بالقرون؛ لكن ذكرى الحادي والعشرين من مايو/ايار من كل عام لاتزال تذكّر
بالتاريخ الروسي المعروف جيدا وهو الغير انساني وغير المبرر والدائم في الاجرام وغير
المغفورله والذي لاينسى وهو غير الملائم والعدائي والوحشي وكذلك بالحرب الاستعمارية
الهمجية التي شنتها روسيا ضد وبمواجهة الامة والوطن شركيسيا وكافة امم شمال القوقاز
الصغيرة (بالوصف المقارن)، وذلك للهيمنة وضم اقليم القوقاز ولكي تفرض سياساتها الامبريالية/الاستعمارية
التوّاقة للاضطهاد والاملاء على مصير العشرات من الامم في شمال القوقاز وما بعدها.
لشراكسة والاديغة يحيون
هذه الذكرى الحزينة في الوطن الام وفي الاغتراب المتسع في 52 دولة في العالم لتبجيل
كل هؤلاء الابطال الذين كرّسوا حياتهم الغالية لوطنهم العزيز من خلال عرقهم ودمهم النفيسين،
حينما كانوا يدافعون عن امتهم، عندما قام القياصرة الروس بتجنيد وتشغيل العبيد والمرتزقة
والمتآمرين والعملاء وحتى الخونة الذين خانوا اوطانهم، للقتال في حربهم الامبريالية
والاستعمارية والعدوانية للاخضاع والسيطرة على حلم حياتهم في ذلك الزمان وهو الوصول
الى المياه الدافئة للبحر الاسود واحراز كل ذلك من خلال القوة العسكرية البربرية.
ان هذه المناسبة الاليمة
في تاريخ شمال القوقاز والشراكسة وبني البشر لها ولسوء الحظ اشكال عديدة لاحياءها من
قبل الافراد والمواطنين والشعوب وناشطي حقوق الانسان واشباه الناشطين والرسميين والعملاء
والدمى والذين لهم اتجاهات متعارضة وطموحات ورغبات واجندات مختلفة لاستذكار هذه الذكرى
المثيرة للاشمئزاز والارتعاش والذكريات الرهيبة ولاحيائها ولتذكّر بني الانسان الذين
تعرضوا لأبعاد من الابادة الجماعية والتهجير القسري والتطهير العرقي والفصل العنصري
والاجراءات الاستثنائية والتعذيب والاغتصاب والاختطاف الى جانب تدمير كل مكوّنات وعناصر
ومقوّمات الوطن.
يجب اعطاء هذه المسالة
الهامة ماتستحق من الاهتمام والعناية؛ لكن الغريب بالامر ان هذه الذكرى بحد ذاتها مختطفة
كما الوطن الأم، مع تحقيق مسائل مختلفة وخطط ايدولوجية مشبوهة اقحمت على الموضوع الاساسي.
ويمكن تحقيقها وتصنيفها
وتوضيحها كالتالي:
المحيين للذكرى وهم المظلومين
والمتضررين والضحايا الذين قضوا نحبهم أو لايزالوا يعيشون في الوطن الام شركيسيا والذي
يشمل المستعمرات الروسية المسماة جمهوريات شركسية/اديغيية والجزء المتبقي من شركيسيا
والذي اعيد تسميته وتم ضمّه واعيدت هيكلته من قبل الدولة الروسية الامبريالية، أو المتواجدين
في ديار الاغتراب الواسعة والتي تشمل حوالي 80% من الشراكسة والاديغة والتي اتسعت وقطنت
52 دولة في عالم اليوم حسب اخر الاحصائيات وكذلك الارقام والقيم المثبتة.
المحتفلين وهم الّذين يشملون
المستعمرين الامبرياليين الرّوس الى جانب مؤيديهم الغير معروفة مواردهم والدعم الاعلامي
المنتظم من قبل الافراد والوكالات وعملاء الاستخبارات الروسية والجواسيس والمساعدين
من اصول محتلفة؛ لكنهم هم الذين يستفيدوا من الوضع مع الاحتلال الامبريالي الكامل.
حتّى تلك المخلوقات العجيبة يحضّرون وبصفاقة (وقاحة منقطعة النظير)، للاحتفال خلال
العام 2007، بذكرى "450 سنة" لما يسمى الانضمام الطوعي لروسيا! كيف يمكن
لاي كان ان ينضم طوعا مع أو الى معتد او وحش كاسر او بربري وغير متحضر وكذلك المساواة
بين الضحية او الفريسة والوحش وهو يمثل في هذا الحال المحتلين الرّوس!
الانتهازيين وهم النّوع
الثّالث من الّذين يحيون او يحتفلون بالذكرى، وهذا النوع هو الاخطر على الاطلاق! انه
النوع الانتهازي والمتلوّن والحقير والمتميّز بالخداع وهؤلاء الافراد و/او المجموعات
المتّصفة بالزئبقية (الزئبق عنصر معدني ثقيل وسام بحيث انه يبقى سائلا في الحرارة العادية)
والذين يتميزون بصفات الزئبق ! تلك المخلوقات العجيبة جاهزه للاحتفاء بجميع الاحتفلات
مع مختلف الفرقاء والاجندات بغض النظر عما تكون النتائج مادام غرورهم مشبعا ومسرورا،
وهؤلاء المذكورين لايوجد لديهم اخلاقيات و سلوك حسن و آداب و/او مبادئ.
يجب ان نكون ممتنّين للدعم
المتلقى من كافة الافراد المحبين للسلام والمنظمات المعروفة اهدافها جيدا، وفي نفس
الوقت لايخفون اية التزامات مسبقة نحو اي طرف ولكنهم يكافحون من اجل تاكيد الكرامة
الانسانية.
روسيا, الدولة الامبريالية
لاتزال ترفض الاعتراف بان الدولة الروسية قامت باقتراف جرائم الابادة الجماعية ضد الشراكسة
والشعوب الاخرى. ان هذا الرفض جاء من كافة الرسميين في الحكومة بما فيهم مجلس الدوما
ومكتب الرّئيس الروسي. ولذلك فان المجتمع الدولي والعالم المتحضّر مطالبان باتخاذ الخطوات
الضرورية كي يعترف العالم بجرائم روسيا ولاتخاذ الاجراء المطلوبة لتنفيذ ذلك.
ان التجمعات التي ستعقد
في يوم الذكرى، ستكون اجلالا واعجابا واحتراما لكل هؤلاء الذين قضوا نحبهم كضحايا لعدوان
اجرامي ووحشي وخارجي ومبيّت مع نوايا استعمارية وامبريالية من خلال تادية التوجيهات
الموكلة اليهم والتي ادّت الى احداث نتائج ماساوية وتأثيرات على شركيسيا كونها الامة
والوطن في شمال القوقاز بكل ما يعني ذلك التعبير من معنى او دلالة.
ان الموقع الاستراتيجي
الملفت للانتباه لشركيسيا وامم شمال القوقاز، جعل المنطقة جذابة وصيد ثمين لكل الفاتحين
الطامعين والمستعمرين التوّاقين، أمّا الاكثر استمرارية وهو الاحدث والذي لايزال يمسك
ويحكم عشرات من الامم ضد رغباتهم، بحيث انّ هذه المشكلة يجب ان لا تكون فقط للذين هم
تحت تأثير الاعمال الروسية غير الانسانية، ولكن باقي العالم ايضا يتحمل المسؤوليات
الاخلاقية.
يجب ان نحيي ونجل ونتذكر
ونصلي من اجل ارواح كل هؤلاء الشراكسة وشعوب شمال القوقاز الذين دافعوا عن الوطن العزيز
بكل الوسائل والامكانيات المتاحة، والتي كانوا يمتلكونها ضد الجيوش والقوات المسلحة
الروسيةالغازية و المنظمة والمزودة بالمعدات الجيدة، والذين استعملوا حربهم المعتادة
وهي الوحشية والبربرية المبيتة والهمجية بدون رحمة مهما كانت، بحيث عرّضوا كافّة السّكان
للتطهير العرقي والابادة الجماعية والمذابح والابعاد القسري واللجوء الى اماكن في اتّساع
العالم.
ان النّاس ليسوا حجارة
على رقعة الشطرنج وليسوا دمى الية أو العابا معبأة ذاتيا. ان بني الانسان لديهم احساسا
واهتماما وقلقا وفوق ذلك كله ذكاءا.
يجب ان نكون شاكرين للاسناد
المقدم من نشطاء حقوق الانسان وكل الناس من ذوي النوايا الحسنة وكذلك الذين يعملوا
مابوسعهم لمعرفة الحقوق المسلوبة والمصادرة والمستولى عليها من خلال اختيار اساليب
صحيحة وايجابية وحضارية لاستعادة حق تقرير المصير والكرامة الوطنية والحرية والتحرر
والاستقلال.
إيجل
16 مايو/ايار 2007
مجموعة العدالة لشمال القوقاز
كفكاز سنتر
